ومن جانب آخر أصبحت هي (عليها السلام)
تحتضن الإمامة بما أنّها كانت بجانب أمير المؤمنين (عليه السلام)
تربّي ولديها الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، فهي
أصبحت تعتبر أمّاً للأئمة المعصومين (عليهم السلام) .
وبالجملة، فهي بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وزوجة
الإمام علي (عليه السلام) وأم الأئمة (عليهم السلام) ، وهذه صفة لا
نظير لها في الخلق.
وبهذا الاعتبار لا يبعد التوسّل والتمسّك بهذا السرّ المخزون في ذاتها
في التقرّب إلى الله تبارك وتعالى . والعلم عند الله .
أما حقيقة السر المستودع، فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها
في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا نقصد من أن ظهور هذه
الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فان الامر أعلى وأجل من أن
يظهره قلم أو يخطر على ذهن كاتب أو عالم وانما الامر يتجاوز المقام
، فان من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت (عليهم السلام) مالم يخطر
على بال بشر.
أما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها:-
[size=25]2ـ قد يكون السر المستودع اشارة الى أن ولاية
الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وأن الأئمة المعصومين (عليهم
السلام) منها.
وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء يقول : ( بفاطمة... وبنيها
والسر المستودع ) فيكون تكراراً للقسم بالأئمة الذين هم بنوها وكذلك
بالسر المستودع الذي هو الأئمة.
3ـ السر المستودع، هو أمرهم كما في (بصائر الدرجات) عن الصادق
عليه السلام:
(ان أمرنا سر مستتر وسر لا يفيده الا سر وسر على سر وسر مقنع بسر)،
فالزهراء (عليها السلام) بما انها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وانها
مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الأحاديث
المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة، وهم
يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها،
ومحافظون على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد الا من كان محتملاً
لعلمهم وأسرارهم.
4ـ السر المستودع، هو العلوم الربانية المودعه في فاطمة (عليها
السلام) حيث كانت المُحَدَّثة من قبل الملائكة، وكان لها مصحف
يتوارثه الأئمة (سلام الله عليها وعليهم)، وعليه نحتمل أن يكون
المصحف هو السر المودع في فاطمة.
5ـ قد يكون السر، هو ما أشارت إليه الرواية المروية في شأن
الحديث القدسي المروي عن لسان جابر الأنصاري عن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) عن الله تبارك وتعالى انه قال:
(يا احمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)،
أي انه العلة الغائية لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود
فاطمة (عليها السلام).
6ـ السر المستودع، هو اسم الله الأعظم. (انظر الأسرار الفاطمية
لمحمد فاضل المسعودي من ص 25 إلى 63).
وقد قدم عادل العلوي لذلك الكتاب مقدمة ذكر فيها :
فالزهراء (عليها السلام) يعني رسول الله وأمير المؤمنين فهي مظهر
النبوة والولاية وهي مجمع النورين: النور المحمدي والنور العلوي،
وكما ورد في تمثيل نور الله في سورة النور وآيته (( اللَّه نور
السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَثَل نوره كَمشْكَاة ))[النور :35] بأنه كالمشكاة،
وورد في تفسيرها وتأويلها ان المشكاة فاطمة (عليها السلام) وفي
هذه المشكاة نور رسول الله وأمير المؤمنين ...
فالنبوة والإمامة في وجودها النوري، وهذا من معاني السر المستودع
فيها فهي تحمل أسرار النبوة والإمامة .
وذكر في الهامش: ان من معاني السر المستودع سيدنا محسن
الشهيد بقرينة وبنيها...
فكان المراد من البنين الحسن والحسين لولادتهما وظهورهما في
الدعاء والسر المستودع سيدنا المحسن الشهيد (عليه السلام)..
نسألكم الدعاء بِحق فاطِمة..